يحتقرونك لأجل سيارتك
إضغط هنا للإخفاء
عندما تسير في الشارع لا تهتم كثيرا بتصرفات بعض السائقين تجاهك إذا كانت سيارتك قديمة أو متواضعة الثمن والماركة، فثمة من لا تعجبه قيادتك وتصرفاتك حتى وإن سرت على الصراط المستقيم، فهناك من يود معاقبتك بأسلوبه الخاص دون جرم، فقط لأن سيارتك «لا تملأ عينه»، فتجد من يصم أذنيك بالمنبه، تارة من الخلف، وتارة أخرى حينما يحاذيك بسيارته الفارهة كي يتجاوزك، وبعضهم يستخدم يده وسيلة لتحذيرك، فتراها تهتز نحوك خارج المركبة من الباب كأنها جان، وأقلهم ضررا من يرمقك بنظرة تعجب واحتقار. تصدر هذه التصرفات دون سبب مقنع، فتأخرك لثانية بعد اللون الأخضر عند الإشارة يعرضك لشيء من ذلك، وكذلك سيرك بسرعة متأنية حذرة، وبالمثل ركنك لسيارتك بموقف أنت أولى به بحكم الأسبقية.
المعضلة أن سلامتك في بعض المواقف تكون على المحك، فأحيانا تفاجأ بسيارة منحرفة تجاهك بسرعة عالية، ثم تبتعد في لمحة بصر، لتكمل مسلسل حركاتها البهلوانية أمامك، وفي ذات السياق ثمة من يشعل الأنوار عالية التوهج خلفك، فينعكس الضوء على مرايا سيارتك وزجاجها، فتصبح بين فكي أسد، بحيث تجد صعوبة في مواصلة السير، لعدم اتضاح الرؤية، وصعوبة أخرى حينما تحاول تهدئة السرعة أو التوقف.
أما إذا كانت سيارتك من إحدى الماركات العالمية، وذات قيمة وسمعة معروفتين، فإن الممارسات آنفة الذكر تتلاشى أمامك، بل على العكس تماما قد تصادف من يفسح لك الطريق، ويؤثرك على نفسه في أولوية السير، ونحو ذلك، حتى النظرات التي يتطاير منها الشرر تجاه صاحب المركبة التي سلبتها السنون العجاف بريقها تتغلف بالبراءة والهدوء وقتما تشاهد سيارتك.
وما يلاحظ أيضا في هذا الصدد أن السيارة العادية يكون سائقها هدفا لرجال الأمن، بينما السيارة الأخرى يتحرك قائدها دون توقيف أو مساءلة.
قد يقول قائل إن التصرفات المزعجة هذه غالبا ما تكون ردة فعل بعض المراهقين والأحداث، ونحن نقول حتى وإن كانت كذلك، فإن ذلك ينم عن ثقافة سائدة غير سوية هي التي غذت هؤلاء وجعلتهم يصنفون الناس حسب ممتلكاتهم، وبالتالي ينطبق ما أشرنا إليه على الفقير والغني، وصاحب المنصب العالي والموظف البسيط، ومن لديه درجة علمية ومن لم يكمل تعليمه، وقس على ذلك ما شئت، مما يعني أن المشكلة ثقافية مجتمعية ولا تنحصر بمضايقات قائد المركبة العادية، فذلك نتاج وضع معين انعكس في الشارع، وجعل المظهر قبل الجوهر، وتقييم الشخص من خلال سيارته وملابسه وهيئته، حتى غدونا نرى من يحترم «سيارة» ويحتقر أخرى، وربما كانت السيارتان كلتاهما لشخص واحد!
http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/blogs/130733
عايض الميلبي
إبلاغ
الردود
عذراً على الإطاله
تحياتي لك
2 0
عنصرية ضد الأجانب
عنصرية ضد العرب
عنصرية ضد الفقراء.....
الله يستر بس لأن العنصرية نار إذا لم تجد ما تحرقه أحرقت صاحبها
2 1
قبل 9 سنه و 2 شهر